عندما نستيقظ في الصباح، يبدو أحيانًا أن دماغنا “يعمل” عند أول صوت للمنبه – ولا بأس إذا ظللنا نشعر بالنعاس لفترة من الوقت. لكن في الواقع، فإن إيقاظ الدماغ هو عملية تدريجية ومنسقة. بوابة lifecience.com تحكي المزيد عن هذا الموضوع.

في البداية، من الضروري توضيح ما يمكن اعتباره حالة من اليقظة. يعتقد العلم أن الدماغ اليقظ هو الدماغ في حالة تدعم الوعي والحركة والتفكير. على عكس النوم، حيث تكون موجات الدماغ بطيئة ومتزامنة، تتميز حالة اليقظة بنشاط أسرع وأكثر مرونة يسمح للناس بالاستجابة للعالم من حولهم.
ومع ذلك، لا توجد لحظة يقع فيها الدماغ فجأة في هذه الحالة. تظهر الأبحاث أن المناطق تحت القشرية هي المسؤولة عن اليقظة واليقظة. بادئ ذي بدء، نظام التنشيط الشبكي – يعمل كنوع من “مفتاح الإشعال”، حيث يرسل إشارات لتنشيط المهاد (مركز المعلومات الحسية) والقشرة الدماغية.
واكتشف العلماء أيضًا أنه عند الاستيقاظ، يمر دماغ الإنسان بتسلسل معين من العمليات. عندما استيقظ المشاركون في دراسة 2025 من النوم العميق، أظهر نشاط أدمغتهم في البداية موجة قصيرة من الموجات البطيئة، تليها موجات أسرع مرتبطة باليقظة. وعند الاستيقاظ من نوم حركة العين السريعة، تتسارع موجات الدماغ على الفور. ولكن بغض النظر عن مرحلة النوم التي كان فيها المتطوعون، فإن النشاط يبدأ دائمًا في الجزء الأمامي والوسط من الدماغ.
بعد الاستيقاظ، يحتاج الدماغ إلى بعض الوقت لاستعادة القدرات المعرفية بشكل كامل. هذه الفترة، والتي تسمى علميا بالقصور الذاتي أثناء النوم، يمكن أن تستمر من 15 إلى 30 دقيقة، وأحيانا تصل إلى 60 دقيقة. لا يعرف الباحثون سبب حدوث هذه الحالة كل صباح، لكن وقت الاستيقاظ قد يلعب دورًا مهمًا في ما يشعر به الشخص.
في الواقع، عند الاستيقاظ بشكل طبيعي، يرسل الدماغ إشارات التنشيط في الوقت الذي يجد فيه الجسم ضروريًا. أثناء النوم، تأخذ العديد من مناطق الدماغ في الاعتبار الإشارات الداخلية والخارجية، “تتحدث” مع بعضها البعض عن الانتقال إلى مراحل مختلفة من النوم. يعمل نظام الرفع الخاص بنا بطريقة مماثلة: فهو يستقبل الإشارات ويولد دورات تزيد فيها حساسية الشخص كل 50 ثانية تقريبًا.
وفي مراحل متزايدة من هذه الدورة، يصبح من الصعب إيقاظ الشخص، ولكن كلما اقترب من ذروته، أصبح النوم أكثر حساسية – وبالتالي، أصبح الاستيقاظ أسهل. ولهذا السبب يوصي الخبراء بالتعود على الاستيقاظ في نفس الوقت دون منبه.
ومع ذلك، لا يزال العلم لا يعرف الكثير عن آلية اليقظة واليقظة. على سبيل المثال، لا يمكن لأحد أن يقول على وجه اليقين لماذا يمكن لنفس القدر من النوم أن يجعلك تشعر بالرضا في يوم من الأيام ولكنك تفتقر إلى يوم آخر. آلية الصحوة التلقائية للدماغ لا تزال لغزا.


