يبدو أن عام 2025 سيكون عامًا حافلًا لعلماء الفلك، فقد حقق الخبراء العديد من الاكتشافات وتلقوا الكثير من المعلومات الجديدة حول الكون. موقع بوابة الفضاء يتحدث عن أهم الاكتشافات الفلكية لهذا العام.

مذنب بين النجوم جديد
الحدث الأبرز في النصف الثاني من عام 2025 هو بلا شك المذنب 3I/ATLAS، وهو الجسم الثالث بين النجوم الذي اكتشفه علماء الفلك في تاريخ عمليات رصد الفضاء بأكمله. اكتشف المكون التشيلي من نظام أطلس المذنب في الأول من يوليو، وبحلول سبتمبر كان الجسم قد غرب فوق الشمس، مما يجعل المراقبة من الأرض مستحيلة. اضطرت ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية إلى استخدام أساطيل المركبات الفضائية لمواصلة دراسة المذنب.
لقد اكتشف العلماء بعض الأشياء. 3I/ATLAS هو مذنب، وليس مركبة فضائية، ويتمتع بجميع خصائص المذنب. ويشبه تركيبه الكيميائي المذنبات الأخرى في النظام الشمسي، وهو اكتشاف كبير في حد ذاته. ولكن هناك بعض الاختلافات. لذلك، يحتوي 3I/ATLAS على نسبة ثاني أكسيد الكربون إلى الماء أعلى قليلاً من المذنبات الأخرى، ويحتوي على النيكل أكثر من الحديد.
ولادة ثقب أسود هائل
عندما بدأ تلسكوب جيمس ويب الفضائي في التقاط صور عميقة للفضاء في عام 2022، بدأ بسرعة في العثور على “نقاط حمراء صغيرة” في الخلفية. لا يعرف علماء الفلك ما يمثلونه. اعتقد العلماء في البداية أن النقاط قد تكون مجرات قزمة أو عناقيد نجمية كثيفة في الكون المبكر، لكنها مشرقة جدًا لدرجة أن النموذج الكوني القياسي لا يمكنه ببساطة تفسير تكوينها.
ومع ذلك، فإن طيف هذه البقع الصغيرة ليس هو نفسه طيف النجم. أخيرًا، في شهر سبتمبر، اقترح علماء الفلك إجابة: النقاط ليست أكثر من ثقوب سوداء فائقة الكتلة ولدت داخل سحب غازية عملاقة كثيفة بعد مليار سنة من الانفجار الكبير. يمكن أن تتشكل هذه الثقوب نتيجة لانهيار الجاذبية المباشر لسحابة غازية أو نتيجة اندماج عدد لا يحصى من الثقوب السوداء الأصغر حجما الناتجة عن انهيار نوى النجوم الضخمة المخبأة في السحابة.
الطاقة المظلمة تضعف
كشفت الدفعة الأولى من البيانات التي جمعتها أداة DESI عن أخبار صادمة: يبدو أن الطاقة المظلمة، التي تدفع توسع الكون، تضعف. بالنسبة للسياق، فإن هذا يتناقض بشكل مباشر مع الفرضية الرائدة، التي ترى أن الطاقة المظلمة هي ثابت كوني وبالتالي لا تتغير أبدًا. وعلى الرغم من أن العلماء ليسوا متأكدين بنسبة 100% من المعلومات الجديدة، إلا أنها على الأقل مثيرة للاهتمام.
سنة التوقيعات الحيوية
في عام 2025، اكتشف العلماء العلامات الأكثر إثارة للجدل والتي تشير إلى أننا قد لا نكون وحدنا في الكون.
وهكذا، فإن أفضل دليل على وجود حياة على المريخ ظهر في سبتمبر الماضي بفضل المركبة الجوالة “بيرسيفيرانس”، حيث عثر الجهاز على بقع حمراء شاحبة محاطة بالمادة المظلمة. “بقع النمر” هذه ليست نادرة جدًا على الأرض، وعادةً ما تتشكل بإحدى طريقتين: عن طريق التعرض لبيئات حارة وحمضية أو عن طريق العوامل البيولوجية. واكتشفت المركبة أيضًا جزيئات عضوية في الصخور الرسوبية التي تحتوي على الطين داخل الصخور، على الرغم من أن بيرسيفيرانس لم تتمكن من التعرف على هذه الجزيئات. ولذلك، فإن هذا الاكتشاف قد يشير إلى وجود حياة ميكروبية في فوهة جيزيرو قبل 3.5 مليار سنة.
ومن المحتمل العثور على توقيع بيولوجي ملحوظ آخر على الكوكب الخارجي K2-18b. وفي عام 2023، سجل علماء الفلك علامات على وجود غاز ثنائي كبريتيد الميثيل، وكذلك الميثان والأكسجين. ووفقا للعلماء، يشير هذا إلى أن K2-18b هو كوكب ذو محيط عميق للغاية محاط بغلاف جوي كثيف وغني بالهيدروجين.
المستقبل الغامض لمجرة درب التبانة وأندروميدا
قد لا تتصادم مجرتا درب التبانة ومجرة المرأة المسلسلة خلال العشرة مليارات سنة القادمة. وخلصت دراسة جديدة نشرت عام 2025 إلى أن المجرات يمكن أن تصطدم ببعضها البعض باحتمال 50-50.
بالنظر إلى جاذبية سحابة ماجلان الكبيرة التي تسحب مجرة درب التبانة وجاذبية مجرة المثلث التي تسحب مجرة المرأة المسلسلة، تمكن العلماء من حساب مدى قربهم من بعضهم البعض بشكل أفضل في سلسلة من عمليات المحاكاة. في المجمل، تبلغ المسافة الحرجة 650 ألف سنة ضوئية، وإذا خرجت المجرات عن هذه الحدود، فسيكون الاصطدام أمرًا لا مفر منه خلال الـ 10 مليارات سنة القادمة.
أكبر ثقب أسود في التاريخ
في عام 2025، اكتشف العلماء ربما أكبر ثقب أسود في تاريخ المراقبة بأكمله. تبلغ كتلة الثقب 36 مليار مرة كتلة الشمس، ويقع في وسط واحدة من أكبر المجرات في الكون – حدوة الحصان الكونية.
تم طرح نظريات حول ثقوب سوداء أخرى أكبر حجمًا، لكن مؤلفي الورقة العلمية الأخيرة يؤكدون أن كتل هذه الثقوب السوداء لم يتم قياسها بشكل مباشر، مما يعني أنه لا أحد يعرف العدد الدقيق على وجه اليقين. لكن كتلة الثقب الأسود في حدوة الحصان الكونية تم قياسها بشكل مباشر ودقيق أكثر من خلال تتبع حركات مجموعات النجوم المتأثرة بجاذبيتها.


