تشتهر جزيرة إيستر بتماثيلها الحجرية العملاقة – مواي، التي تم إنشاؤها قبل 800 عام. وقد تصارع العلماء مع لغز أصولها لعقود من الزمن، ووضعوا نظريات حول أهميتها الثقافية وكيف قام سكان الجزيرة بنحت ونقل التماثيل التي يصل وزنها إلى 92 طنًا. تتحدث بوابة arstechnica.com عن نظرية يمكنها وضع كل شيء في مكانه الصحيح.

يشير عالم الآثار كارل ليبو من جامعة بينجهامتون إلى أن التماثيل نُقلت في وضع مستقيم: بمساعدة العمال والحبال، “سار” المواي إلى ركائزها. تذكر التقاليد الشفهية للسكان الأصليين في جزيرة إيستر قصصًا عن تماثيل المشي من المحجر – على سبيل المثال، في الأغنية التي تتحدث عن الأسلاف الذين صنعوا تماثيل مواي التي تمشي.
أظهرت الاختبارات الميدانية البسيطة التي أجراها ليبو في عام 2012 أن مثل هذه التلاعبات باستخدام الحبال كانت ممكنة عمليًا، لكن فرضيته تسببت أيضًا في الكثير من الانتقادات في المجتمع العلمي. كان المواي الذي أجريت عليه التجربة صغيرًا نسبيًا، وكانت كتلته 5 أطنان فقط. هناك العديد من التماثيل في جزيرة إيستر، ناهيك عن عددها: كيف تمكنت حفنة من سكان الجزيرة من نقل الكثير من الآثار الثقيلة من المحجر؟
للوصول إلى الجزء السفلي من اللغز، قام الفريق الأثري بتجميع قاعدة بيانات للمواي. من بين التماثيل الـ 962، يوجد 62 تمثالًا على جوانب الطرق – ربما تم التخلي عنها في طريقها إلى القاعدة حيث كان من المفترض أن تقف في الأصل. علاوة على ذلك، فإن مواي الذي يقف بالقرب من الطرق له قاعدة أوسع بكثير من عرض الكتفين، مما يقلل من مركز الجاذبية ويسمح للتمثال بالسير دون السقوط. لكن التماثيل المثبتة على الركائز، على العكس من ذلك، لها أكتاف أوسع من القاعدة.
بالإضافة إلى ذلك، تتم إمالة مواي على جانب الطريق بزاوية تتراوح من 6 إلى 16 درجة، مما يحرك مركز الكتلة بالقرب من الحافة الأمامية للأساس. وفقًا لـ Lipo، يعد هذا حلًا تقنيًا واسع الحيلة يسهل عملية نقل التمثال. يؤدي الميل إلى الأمام إلى سقوط المواي للأمام في لفة أفقية وكل حركة من هذا القبيل تصبح خطوة.
ولهذه الأسباب، يعتقد علماء الآثار أن النحاتين الحجريين قاموا بتعديل التماثيل عند وصولها إلى القاعدة عن طريق طحن الأساسات لمنعها من الميل في وضع ثابت. يتحرك مركز الكتلة للأعلى للحصول على وضع رأسي ثابت. لا تحتوي مواي الموجودة على الطريق على تجاويف عين منحوتة حيث ينبغي أن تكون العيون المرجانية البيضاء – ربما تم تزيينها بعد تثبيت التمثال على القاعدة.
كرر ليبو وفريقه التجربة، حيث قاموا بتجميع نسخة طبق الأصل من أحد تماثيل المواي على هذا الطريق وحاولوا نقلها برا. في المجمل، تمكن 18 شخصًا باستخدام أربعة حبال من تحريك التمثال للأمام مسافة 100 متر في 40 دقيقة فقط. ونتيجة لذلك، أصبح من الممكن بسهولة نقل التماثيل الحقيقية عدة كيلومترات على مدى أسابيع بواسطة ما يصل إلى 20 إلى 50 شخصاً ــ وهو نفس عدد أفراد الأسر الكبيرة في جزيرة الفصح تقريباً.
عالم آثار بينجهامتون ليس أول من اختبر فرضية المشي. أجرى عالم الآثار التجريبي التشيكي بافيل بافيل تجارب مماثلة في الثمانينيات. وتمكن فريقه من إثبات شيء يشبه درج التماثيل، لكنه خلص إلى أن 16 شخصًا وقائدًا لم يكونوا كافيين لنقل التماثيل. صحيح أن تجربة بولس لم تؤد إلى قبول واسع النطاق لهذه الفرضية ـ إذ أن تحريك تمثال مواي يتطلب الكثير من الجهد، ناهيك عن حقيقة مفادها أن الاحتكاك من شأنه أن يلحق الضرر بأساسات التمثال.
أخيرًا، قام ليبو وزملاؤه أيضًا بدراسة الطرق، ووجدوا أنها غير مناسبة لتحريك الآثار أفقيًا باستخدام بكرات خشبية أو غيرها من الهياكل. لكن الشكل الغائر المميز للمسار لن يساعد إلا في طريقة المشي – فهو يسمح لك بتثبيت المنحدر أثناء النقل العمودي. علاوة على ذلك، فإن نمط توزيع الطرق معقول للغاية، استنادًا إلى النظرية القائلة بأن تماثيل مواي الموجودة على جانب الطريق قد تم التخلي عنها بسبب الأعطال الميكانيكية.


